03/02/2021

"كوفيد-19": أي تأثير على ظروف عمل النساء؟

ما هي الدروس المستخلصة من تداعيات الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا على عمل النساء والنهوض بالمساواة بين الجنسين في الوسط المهني؟  لسنا جميعا متساوين إزاء "كوفيد-19"! طيلة الأشهر التي انتشرت فيها هذه الجائحة، تفاقمت بعض أوجه عدم المساواة بين النساء والرجال في الوسط المهني. وقد تم تسجيل هذه الملاحظة المريرة عبر جميع أنحاء العالم. وفي الواقع، أبرزت هذه الأزمة الصحية بشكل أوضح بعض مظاهر التفاوت في ظروف العمل والتعرض للمخاطر المهنية.

ولا يشكل المغرب، حيث أثر الوباء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل كبير، استثناء في هذا المجال.  فقد تعرضت المقاولات التي تضررت كثيرا من الأزمة لتداعيات مباشرة على مناصب الشغل وظروف العمل، وكذا على المساواة بين الجنسين. ويتضح ذلك من خلال نتائج ا لدراسة التي أشرفت عليها وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب في إطار المكون "دعم النهوض بالمساواة بين الجنسين في الوسط المهني" المندرج ضمن مشروع "التشغيل"، وذلك لتحديد أثر هذه الأزمة على مشاركة النساء في سوق العمل والنهوض بالمساواة بين الجنسين في الوسط المهني.

وقد كشف هذا التحليل النوعي عن ثلاث نتائج رئيسية:

-  تشكل النساء النصيب الأوفر من مناصب الشغل التي فقدت جراء تأثير الجائحة، ذلك أن أكثر القطاعات تأثراً بالتداعيات الاقتصادية للجائحة هي القطاعات الأكثر تأنيثا؛

- شكل التوفيق بين الحياة الأسرية والحياة المهنية صعوبة كبرى بالنسبة للنساء خلال فترات الحجر الصحي وإغلاق المؤسسات المدرسية؛

- أثبتت البدائل التي اعتمدتها بعض المقاولات، مثل العمل عن بعد، وجاهتها فيما يخص الحفاظ على مناصب شغل النساء، وبشكل عام على نشاط المقاولات.

وإزاء هذه الوضعية، تم تقديم عدة توصيات بهدف تجويد "جائزة المساواة المهنية"، تركز على ما يلي:

  • النهوض بمفهوم المسؤولية المشتركة بهدف التوفيق بين الحياة الأسرية والحياة المهنية؛
  • تشجيع المقاولات على الانخراط في محاربة العنف ضد النساء؛
  • اعتماد مقاربة عرضانية للمساواة المهنية؛
  • دعم تأنيث الهيئات التمثيلية للعمال؛
  • النهوض بتصور خاص بالنوع والمساواة المهنية في وضعية الأزمات.

ومن خلال هذه الدراسة، يتجاوز تدخل وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب سياق الأزمة الصحية، حيث يروم تشجيع بروز إطار هيكلي جديد قصد ضمان استدامة التدابير الرامية إلى النهوض بالمساواة بين الجنسين في الوسط المهني ومشاركة أقوى للنساء في سوق العمل. وفي هذا السياق، تم تقديم عدة توصيات، تحث أساسا على:

  • إنشاء مرصد لتشغيل النساء في المغرب؛
  • اتخاذ تدابير لحماية تشغيل النساء خصوصا، وفقاً لمخطط الإنعاش الذي يهدف إلى حماية التشغيل وإدماجه في القطاع المهيكل؛
  • تقنين العمل عن بعد؛
  • اتخاذ تدابير للحد من هشاشة وضعية العاملات والعمال الموسميين وغير المصرح بهم (القطاع غير المهيكل).

وبكشفها عن هشاشة وضعية النساء واتساع فجوة التفاوتات بين الجنسين في الوسط المهني، يمكن أن تشكل جائحة "كوفيد-19" في نهاية المطاف "فرصة" كبيرة لا ينبغي تفويتها من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة.

 

 

إضافة تعليق جديد