29/10/2021

تشجيع النجاح المدرسي بفضل التقنيات الجديدة: قصة فتاة واثقة من نفسها ومثابرة

قصة الفتاة أمينة المراكشي تتناغم مع المثابرة والإيمان والثقة بالنفس. عادت هذه الفتاة، قبل عامين وفي سنها السابع عشر، إلى مقاعد الثانوية الإعدادية ابن النفيس بشيشاوة، إحدى الثانويات الـ 28 المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" بجهة مراكش-آسفي.

على غرار فتيات مغربيات أخريات بالوسط القروي، أكرهت أمينة على مغادرة المدرسة في سن الثانية عشرة بسبب انعدام وسيلة نقل إلى المدرسة. فعلى الرغم من نتائجها المدرسية التي تدفئ القلوب ورغبتها المتوقدة في التعلم، أبدى والداها، اللذان كانا يخشيان على سلامتها، برودا إزاء فكرة مواصلتها لدراستها وفضلوا إبقائها في المنزل، الشيء الذي دفعها إلى إخماد جذوة المعرفة التي ظلت وهاجة في قلبها وتنير عقلها. ​​"شعرت بالحزن لرؤية الأطفال الآخرين يتأبطون حقائبهم المدرسية ويرتدون الزي الرسمي، بينما اضطررت أنا إلى البقاء في المنزل" تتذكر أمينة.

ولكن وبفضل المثابرة، تمكنت أمينة وثلاثة من صديقاتها، بعد خمس سنوات، من التغلب على مخاوف وتردد والديهن وإقناعهم بإعادة تسجيلهن بالمؤسسة التي أجبرن على مغادرتها وذلك من خلال توفير وسيلة نقل خاصة لهن من منازلهن بالدوار (قرية). "التلاميذ الآخرون كانوا ينظرون إلينا باستغراب، لأننا كنا أكبر سنًا ومتخلفين عنهم في التعلمات. لكننا أردنا أن نبرهن لوالدينا أننا نستحق أن ندرس وأننا عازمات حقًا على التعلم وليس تجزية الوقت" تقول أمينة.

بعد أن واجهت العديد من التحديات والتي كانت دائمًا متحفزة لمواجهتها، أتمت أمينة سنتها الأولى بعد إعادة التحاقها بالثانوية ضمن التلاميذ الأوائل في فصلها، الشيء الذي شجع فتيات أخريات في محيطها على الالتحاق بالثانوية الإعدادية، خاصة وأنهن تحفزن بفضل وسيلة النقل المدرسي التي أصبحت متاحة في القرية.

التعلم بطريقة مختلفة

اكتشفت الفتاة التي تولي أهمية قصوى للعلوم، خلال السنة الثانية من دراستها، النادي العلمي الذي استفاد من المعدات الديداكتيكية والروبوتية التي اقتنتها وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب في إطار برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.

وقد مكنت المعدات الديداكتيكية الحديثة من تجهيز مختبرات علوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء، بالإضافة إلى القاعة المتعددة الوسائط والفصول الدراسية بالمؤسسة التي تدرس بها أمينة، على غرار تسعة عشر مؤسسة أخرى للتعليم الثانوي موزعة على عمالة مراكش وأقاليم شيشاوة والصويرة وآسفي. وسيستفيد سنويًا حواليا 17,000 تلميذ وتلميذة من هذه المعدات بجهة مراكش-آسفي.

"اكتشفت طريقة أخرى للتعلم. بفضل الورشات العملية التمهيدية، قمت بتحسين طريقتي في التنظيم والدراسة، وطوّرت حسي النقدي والعلمي، وتعلمت العمل ضمن فريق، واكتشفت أن التعلم لا يقتصر فقط على الكتب"، تقول أمينة مبتهجة.

حظيت أمينة كذلك بمتعة استخدام المعدات الروبوتية التي سلمت للمؤسسات المدرسية المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" على مستوى جهة مراكش-آسفي، والتي تضم 200 مجموعة ARDUINO للتحكم الرقمي والروبوتي و 40 مجموعة روبوتية للتجارب، تتكون كل واحدة منها من 3 روبوتات وحقيبة اكتشاف تحتوي على 20 وحدة.

بفضل المعدات التي سلمت، اعتمد الأساتذة، من خلال ورشات عملية داخل الفصل أو أثناء الأنشطة الموازية، ممارسات بيداغوجية مبتكرة لتدريس المواد العلمية من أجل تيسير تعلم التلاميذ مع تعزيز قدرتهم على الابتكار. "شجعتنا المعدات التي تسلمتها مؤسستنا حقًا على بذل أقصى الجهود. لقد تمكنا من تطبيق كل المعارف النظرية التي تعلمناها بفصول الدراسة خلال الورشات. لقد لاحظت أن التلاميذ أكثر تحفزا، لأنه أصبح بإمكانهم تطبيق معارفهم وتطوير مهاراتهم من خلال التجارب"، يوضح لنا السيد محمد زعيم، أستاذ فيزياء بالثانوية الإعدادية ابن النفيس.

بفضل مهاراتها المكتسبة حديثًا كثمرة لمشاركتها في النوادي المدرسية الموازية وبتشجيع من أساتذتها الذين آمنوا بقدراتها وساعدوها على تطوير نفسها، تبدو أمينة المراكشي أكثر ثقة من أي وقت مضى في مسارها المدرسي الذي تصمم بعزم على استكماله بنجاح، وفي مسارها المهني المستقبلي الذي تستبشر  بأنه سيكون واعدًا.

 

إضافة تعليق جديد