زيارة وفد من المشاركين في قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية للثانوية الإعدادية ابن العريف المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"

كانت الثانوية الإعدادية ابن العريف بمراكش موضوع زيارة ميدانية، يوم الخميس 21 يوليوز 2022، قام بها وفد من المشاركين في قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، وعلى رأسهم السيدة أليس أولبرايت، رئيسة هيئة تحدي الألفية، التي تقود الوفد الأمريكي المشارك في هذا الحدث.

وتعد هذه الثانوية الإعدادية إحدى المؤسسات المدرسية الثماني والعشرين (28) المستفيدة على مستوى جهة مراكش-آسفي من مشروع "التعليم الثانوي" المندرج ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي عُهد بتنفيذه لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.

وشكلت هذه الزيارة مناسبة للوقوف ميدانيا على ثمار تنزيل نموذج "ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي"، على مستوى هذه المؤسسة المدرسية، من حيث الرفع من فعالية وأداء هذه لمؤسسة، وتجويد تعلمات تلاميذها ونتائجهم الدراسية. وتحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل نموذج " ثانوية التحدي" من دعم مندمج يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهاج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.

وشكلت هذه الزيارة، التي تميزت بمشاركة المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، السيدة مليكة العسري، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش-آسفي، السيد مولاي أحمد الكريمي، والمديرة المقيمة لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، السيدة كيري مونهان، مناسبة للقاء التلاميذ والأساتذة، المستفيدين الأساسيين من الاستثمارات المنجزة بهذه المؤسسة المدرسية.

كما سنحت هذه الزيارة للسيدة أولبرايت والوفد المرافق لها للاطلاع على التقدم المحرز في تنفيذ التدابير المبرمجة برسم "مشروع المؤسسة المندمج"، الركيزة الرئيسية لنموذج "ثانوية التحدي". ويعتبر هذا المشروع، الذي تم إعداده وفق منهجية تشاركية، بمثابة خارطة طريق تحدد أولويات التدخل على مستوى كل مؤسسة تعليمية، وكذا العمليات التي يتعين تنفيذها، والميزانية اللازمة لذلك. ويتمحور "مشروع المؤسسة المندمج" حول ثلاث أولويات، وهي (1) الرفع من جودة التعليم، و(2) تعزيز المساواة والانفتاح، و(3) تشجيع الإبداع والابتكار التربويين.

بالإضافة إلى ذلك، مكنت الزيارة أعضاء الوفد من الوقوف على أشغال البنيات التحتية التي تم إنجازها بالثانوية الإعدادية ابن العريف بهدف تحسين المحيط المادي للتعلمات لفائدة حوالي 1.200 تلميذا يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة. وشملت هذه الأشغال على الخصوص إقامة مبنى متعدد الوظائف (مقصف، ومكتبة، ومستوصف)، وإعادة تأهيل المكتبة الحالية لتحويلها إلى فضاء للتوجيه والاستماع، وإعادة تهيئة مستودعات الملابس، وتهيئة فضاء لركن الدراجات.

بعد ذلك، استعرض الوفد مجموع المعدات المعلوماتية والديداكتيكية والروبوتية التي سلمت لهذه المؤسسة لدعم تنفيذ نموذج "ثانوية التحدي". وتتألف المعدات المعلوماتية، التي ستسهم في الجهود المبذولة قصد توفير تعليم ذي جودة، أساسا من حواسيب محمولة ومكتبية، وطابعات متعددة الوظائف، وخوادم مشتركة للتخزين، وأدوات للربط اللاسلكي بشبكة الأنترنيت، وحقائب متعددة الوسائط، وأجهزة لعرض الفيديو، وشاشات للعرض، بالإضافة إلى حزمة من البرامج المعلوماتية.

من جهتها، مكنت المعدات الديداكتيكية والروبوتية من تجهيز مختبرات علوم الحياة والأرض (SVT) والفيزياء والكيمياء (PC) وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الموجهة للتعليم (TICE)، وكذا القاعات متعددة الوسائط والأقسام الدراسية. وترمي هذه المعدات إلى تشجيع ممارسات تربوية مبتكرة قصد تجويد تعليم المواد العلمية المذكورة أعلاه، وتقوية قدرات التلاميذ والتلميذات على الابتكار، خاصة في مجالي البرمجة والروبوتات.

وتشمل المعدات الديداكتيكية، التي انطلق تسليمها في شهر دجنبر 2020 لفائدة مؤسستين مدرستين بمراكش إحداهما الثانوية الإعدادية ابن العريف، من مجموعات مختبرات للفيزياء-الكيمياء بمساعدة الحاسوب، وأجهزة للقياس، ومجموعات لإنجاز التجارب المرتبطة بالفيزياء-الكيمياء وعلوم الحياة والأرض. ويستفيد من هذه المعدات حوالي 82.000 تلميذا سنويًا بالمؤسسات التعليمية الـتسعين (90) المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" بجهات مراكش-آسفي، وفاس-مكناس، وطنجة-تطوان-الحسيمة.

كما استفادت الثانوية الإعدادية ابن العريف من معدات روبوتية، تضم 10 أجهزة "أردوينو" ARDUINO للتحكم الرقمي والروبوتي وباقتين تجريبيتين تتكون كل واحدة منهما من 3 روبوتات وحقيبة تحتوي على 20 وحدة تكميلية. ويستفيد من هذه المعدات، المخصصة حصريًا لمؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي، التي يبلغ تعدادها 62 بالجهات الثلاث المعنية، حوالي 52.730 تلميذا سنويًا.

إلى ذلك، تبادل الوفد وجهات النظر مع التلاميذ والأساتذة المشاركين في النوادي المدرسية التي أحدثت بهذه المؤسسة، لاسيما الناديين المخصصين لمجالي الروبوتات والمهارات الحياتية، والتي ستمكن التلاميذ من تعزيز مهاراتهم الفردية والمهنية وتحسين قابلية تشغيلهم.

في ختام هذه الزيارة، تبادلت السيدة أولبرايت أطراف الحديث مع تلميذات شاركن، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 20 غشت 2021، في المخيم الافتراضي في مجال العلوم لفائدة الفتيات  "WiSci girls STEAM camp"، المعروف باسم "مخيم النساء في العلوم"  « WiSci Camp - Women in Science Camp » . وقد أتاح هذا البرنامج التكويني، المنظم بمساهمة هيئة تحدي الألفية ووكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، الفرصة لحوالي مائة تلميذة في سلك التعليم الثانوي من المغرب وساحل العاج والولايات المتحدة للاستئناس بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، والاستفادة من جلسات التوجيه التي ينشطها مسؤولون بالمنظمات الشريكة.

وشكل لقاء تلك الفتيات مع السيدة أولبرايت مناسبة لتسليط الضوء على الفوائد الرئيسية التي حصلن عليها بفضل مشاركتهن في هذا البرنامج التكويني، من حيث اكتساب المهارات والمعارف الضرورية التي تؤهلهن لمتابعة مسارات علمية والتفوق فيها، وتطوير قدراتهن القيادية، واستكشاف فرص استخدام التكنولوجيا لأغراض مفيدة، وربط الاتصال بشكل مباشر مع المجال المهني، والنهوض بالتواصل والتفاهم بين الثقافات