12/01/2022

إرساء بيئة صحية وآمنة ومواتية لتعلم التلاميذ

يعد تجويد إطار عيش التلاميذ والأطر المدرسية من ضمن انشغالات المؤسسات المدرسية التسعين (90) المتواجدة بجهات طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس ومراكش-آسفي، والمستفيدة من تنزيل نموذج "ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي"، الذي يطمح إلى أن يكون نموذجا مندمجا لتحسين أداء  المؤسسات المدرسية.

ويشمل نموذج الإصلاح المقترح، المندرج ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني" الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي يرتكز على "مشروع المؤسسة المندمج"، ثلاثة مجالات رئيسية للتدخل، وهي تدبير المؤسسات، واعتماد منهج تربوي يتمحور حول التلميذ، وإعادة تأهيل البنيات التحتية. فالتدابير المقترحة في إطار "مشروع المؤسسة المندمج" لا تيسر فحسب انبثاق مجتمع تربوي يركز على احتياجات التلاميذ، والانتقال إلى ممارسات أكثر إدماجا وابتكارًا، والنهوض بثقافة تعاونية، بل تهدف الممارسات التي ينادي بها "مشروع المؤسسة المندمج"، بشراكة مع قطاع التربية الوطنية، إلى تيسير تعلم جيد لجميع التلاميذ من خلال جعل المؤسسات المدرسية فضاءات حقيقية للازدهار والنجاح.

ويشكل "خلق بيئة مواتية للنجاح" أحد الأهداف الأساسية المسطرة في العديد من "مشاريع المؤسسات المندمجة"؛ وهو هدف يوحد الآباء والأساتذة والتلاميذ، بالإضافة إلى الفرق التي تدبر المؤسسات المدرسية. فالجميع يدرك أن البيئة الإيجابية لها تأثير مباشر، ليس فحسب على تعزيز انخراط التلاميذ، بل كذلك على تعزيز انخراط الأطر التربوية.

فمن خلال مخططات عملها ل"مشاريع المؤسسات المندمجة"، الممتدة على مدى ثلاث سنوات، تعتزم المؤسسات المدرسية إرساء بيئة صحية وآمنة من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير التي ترتكز على إرساء تواصل استباقي قائم على بذل الخدمة وحسن الإصغاء وتعزيز التفاعل الإيجابي بين الأطر الإدارية والأساتذة والتلاميذ، الأمر الذي يؤدي إلى تقوية شعور الانتماء إلى المؤسسة لدى المجتمع التربوي بأسره، وإقبال التلاميذ على تعلماتهم، واستقرار وتعبئة الفرق التربوية والإدارية.

ويشمل الاهتمام بتحسين إطار عيش التلاميذ والأطر المدرسية كذلك إعادة تأهيل المحيط المادي للمؤسسات المدرسية. ويشمل ذلك أساسا تنفيذ مخطط عمل لإصلاح وصيانة البنيات التحتية والتجهيزات المدرسية، مما سيمكن من ترشيد كلفتها وتمديد عمرها الافتراضي.

وبالفعل، فجميع مكونات مشروع "التعليم الثانوي" تتقاطع لخلق بيئة تربوية ممتعة ومحفزة للعمل أو التدريس أو الدراسة، من خلال إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية، وتهيئة مساحات خضراء، والحفاظ على السلامة الصحية للمؤسسة ونظافتها، واقتناء الأثاث الملائم للتلاميذ ولنوعية الأنشطة المزاولة، وترميم الجدار المحيط بالمؤسسة وتركيب كاميرات المراقبة لتعزيز الأمن حولها، وإقامة مستوصف لتقديم الإسعافات الأولية، وتهيئة فضاءات وتوفير تجهيزات للنهوض بالأنشطة الثقافية والحياة المدرسية (مكتبة، وقاعة سمعية بصرية، وقاعة متعددة الوظائف، وملاعب رياضية)، وإقامة مقصف أو داخلية لاستقبال التلاميذ القادمين من مناطق نائية، وتوفير معدات ديداكتيكية ومعلوماتية.

وهكذا، وبالرغم من قلة الموارد وكثرة الإكراهات، تعمل مختلف مكونات المجتمع المدرسي، التي توحدها هذه الرؤية المشتركة، على تجويد أداء المؤسسات المدرسية وتعزيز إشعاعها، وذلك لجعلها فاعلة بحق في مجال النهوض بالقيم التربوية للمشاركة والإدماج والازدهار الجماعي.

إضافة تعليق جديد