13/07/2022

صندوق المناطق الصناعية المستدامة: تنظيم ورشة حول تخليص المنطقة الصناعية تاسيلا-أكادير من الكربون

في إطار المساعدة التقنية المقدمة لحاملي المشاريع المستفيدة من دعم "صندوق المناطق الصناعية المستدامة" الذي تم إحداثه برسم برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الممول من طرف هيئة تحدي الألفية الأمريكية والذي عهد بتنفيذه لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، نظمت، في 08 يونيو 2022 بأكادير، ورشة ثانية تحت شعار "تخليص المنطقة الصناعية تاسيلا من الكربون"، وذلك بشراكة مع جمعية المقاولات بالمنطقة الصناعية تاسيلا وإنزكان وأكادير (AZITIA)، والتمثيلية الجهوية للاتحاد العام لمقاولات المغرب بسوس-ماسة.

وقد مكنت هذه الورشة، التي نُظمت بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، من تحسيس الفاعلين الصناعيين بهذه المنطقة بأهمية الاستثمار في النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة بهدف الرفع من قدرتهم التنافسية من خلال تخفيض الكلفة الطاقية.

كما شكلت هذه الورشة مناسبة لإطلاع الفاعلين الصناعيين بالمنطقة الصناعية تاسيلا على مختلف الحلول التمويلية المتاحة لتمكينهم من تمويل مشاريعهم، وذلك من خلال دراسة حالات عملية. فمن الممكن تمويل مشاريع التخلص من الكربون، سواء فيما يخص اقتناء المعدات أو المكون المتعلق بالمساعدة التقنية، بفضل آليات المساعدة (الإعانات) والأدوات المالية التي تعتمد نسب فائدة جذابة والتي تديرها الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة و"تمويلكم" ومنظمات دولية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، مكنت هذه الورشة من التأكيد على أهمية انخراط الفاعلين الصناعيين في مسار التخلص من الكربون، بهدف تيسير الانتقال الأخضر للمنطقة الصناعية تاسيلا وجعلها منطقة رائدة في المسار الوطني للتخلص من الكربون

وللإشارة، فقد انخرطت المملكة المغربية في مسار إرادي لتخليص الإنتاج الصناعي الوطني من الكربون، يهدف أساسا إلى الرفع من القدرة التنافسية للمقاولات من خلال تمكينها من الولوج إلى طاقة نظيفة وبأسعار أكثر تنافسية من الوقود الأحفوري. كما يهدف هذا المسار إلى مواكبة المقاولات المصدرة قصد استباق فرض ضريبة الكربون على حدود الاتحاد الأوروبي، الزبون الأول للإنتاج الوطني.

وفي هذا الصدد، سيمكن الدعم الذي يقدمه "صندوق المناطق الصناعية المستدامة" لمشروع "إعادة تأهيل المنطقة الصناعية تاسيلا" من جعل هذه المنطقة نموذجًا للمنطقة الصناعية المستدامة بفضل اعتماد حلول لتقليص الأثر على البيئة (تقنية LED للإنارة العمومية، وتهيئة فضاءات خضراء جديدة) وتعزيز مقاومة المنطقة الصناعية للمخاطر المناخية (شبكة صرف مياه الأمطار) والتكنولوجية (الوقاية من الحرائق).

بالإضافة إلى ذلك، يشمل الدعم المقدم لهذا المشروع إنشاء وتجهيز المبنى الذي سيحتضن مقر "جمعية المقاولات بالمنطقة الصناعية تاسيلا وإنزكان وأكادير". وسيمكن هذا المبنى من تطوير عرض الخدمات (مركز للتكوين، توطين المقاولات والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتأجير مقرات، وخدمات أخرى) الموجه للمقاولات، بشكل عام، والصناعات أو المقاولات الصغيرة جدًا والصغيرة والمتوسطة، بشكل خاص، والتي من شأنها تيسير التشبيك بين المقاولات بالمنطقة، والرفع من أدائها، وتعزيز قدرتها التنافسية.

علاوة على ذلك، وبغية تجويد المعيش اليومي للمرتفقين، لاسيما النساء، يوفر المشروع أيضًا خدمات اجتماعية للمستخدمين بالمنطقة الصناعية ولساكنة الأحياء المجاورة، من خلال توفير حلول للنقل العمومي، وإنشاء وتجهيز مؤسسة للتعليم الأولي، ودار للحضانة وملحقة إدارية، وتجويد خدمات المطعمة من خلال إحداث 4 أكشاك مخصصة لهذا الغرض.

ومن جهة أخرى، سيسهم الدعم الذي يقدمه "صندوق المناطق الصناعية المستدامة" في تنشيط وتحديث تدبير هذه المنطقة الصناعية، من خلال اعتماد أنماط تدبير جديدة، تشرك وتعزز دور "جمعية المقاولات بالمنطقة الصناعية تاسيلا وإنزكان وأكادير" في تدبير وصيانة وتنشيط وتثمين المنطقة الصناعية وتوفير الخدمات بها.

وللتذكير، خصص لمشروع إعادة تأهيل المنطقة الصناعية تاسيلا (الشطر الثاني) غلاف مالي إجمالي قدره 47,2 مليون درهم، بما في ذلك مساهمة ل"صندوق المناطق الصناعية المستدامة" بقيمة 22,1 مليون درهم. وتشرف على إنجاز هذا المشروع جماعة الدشيرة الجهادية (11,4 مليون درهم)، بشراكة مع جهة سوس-ماسة (10 مليون درهم)، وشركة العمران سوس-ماسة (3 ملايين درهم) و"جمعية المقاولات بالمنطقة الصناعية تاسيلا وإنزكان وأكادير" (0,75 مليون درهم).

ويهدف "صندوق المناطق الصناعية المستدامة"، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 30 مليون دولار، إلى تعزيز نموذج المناطق الصناعية المستدامة والإسهام في تحسين إنتاجية المناطق الصناعية ونجاعتها البيئية والاجتماعية. كما يطمح هذا الصندوق إلى تعزيز العرض من الأراضي الصناعية التي تستجيب لحاجيات المستثمرين، من حيث الموقع وجودة البنيات التحتية وتوفير خدمات المواكبة واعتماد أسعار تنافسية، ليسهم بذلك في الرفع من الاستثمارات الخاصة وإحداث فرص للشغل.

إضافة تعليق جديد