ترأس السيد صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والسيد عبد الغني لخضر، المدير العام لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، يومه الاثنين 15 يوليوز 2019 بالدار البيضاء، اجتماعا خصص لعرض الفرص التي يوفرها "الميثاق الثاني" الموقع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية للقطاع الخاص والمكانة التي يحتلها هذا القطاع في بلورة مختلف المشاريع موضوع هذا البرنامج وفي مخططات تنفيذها. وقد انعقد هذا الاجتماع بحضور السيدة ستيفاني مايلي، القائمة بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط، والسيد والتر سيوفي، المدير المقيم لهيئة تحدي الألفية في المغرب.

وبهذه المناسبة، أشاد السيد صلاح الدين مزوار بجودة التعاون بين المؤسستين، كما أكد أن المشاريع موضوع "الميثاق الثاني" تتقاطع تماما مع محاور ولاية رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خاصة تلك المتعلقة بالرأسمال البشري وتحسين مناخ الأعمال.

بالإضافة إلى ذلك، دعا رئيس الاتحاد إلى خلية وحدة مشتركة تتجلى مهمتها في تيسير التبادل المستمر للمعلومات واليقظة الاستراتيجية. كما دعا وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب إلى الانضمام إلى المنصة الاتحاد العام لمقاولات المغرب -المؤسسات الدولية ".

من جانبها، أبرزت السيدة ستيفاني مايلي الأهمية التي توليها هيئة تحدي الألفية لفرص التعاون المستقبلية مع القطاع الخاص في إطار "الميثاق الثاني"، لاسيما بهدف تجويد التكوين المهني، وتعزيز قابلية تشغيل الشباب المغاربة، وتقديم الدعم المالي لمؤسسات التعليم الثانوي بغية تحسين معارف التلاميذ وتنمية مهاراتهم الشخصية، وكذا تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل تطوير وتدبير مناطق صناعية جديدة. كما أكدت القائمة بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط أنه "بفضل دعم الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فإن استثماراتنا المشتركة في مجالي العقار والتربية من شأنها أن تدعم الموجة المقبلة من النمو الاقتصادي في المغرب".

ومن جهته، قدم السيد والتر سيوفي لمحة عامة حول مهمة هيئة تحدي الألفية التي تتبنى نموذجا مبتكرا في مجال دعم التنمية، يهدف إلى مساعدة البلدان الشريكة المؤهلة على الحد من الفقر من خلال برامج مصممة خصيصًا لتعزيز النمو الاقتصادي. وأوضح السيد سيوفي أنه ومنذ إنشائها قبل 15 عامًا مضت، نجحت هيئة تحدي الألفية، الذي يرتفع مجموع استثماراتها إلى 12 مليار دولار، إلى حد كبير في توسيع أنشطتها في إفريقيا التي تستأثر بثلثي هذه الاستثمارات، والتي يحوز المغرب فيها على الحصة الأكبر بأزيد من مليار دولار بين الميثاق الأول المبرم في سنة 2013 (698 مليون دولار) والميثاق الحالي (450 مليون دولار). ويبلغ حاليا الغلاف المالي الإجمالي لمشاريع هيئة تحدي الألفية بإفريقيا حوالي 3 مليارات دولار، منها مليار دولار قيد التطوير، مخصصة بالأساس لاستثمارات تهم مجالات الطاقة والتربية وتطوير اليد العاملة.

وبمناسبة هذا اللقاء، أبرز السيد عبد الغني الأخضر الدور الذي اضطلع به القطاع الخاص، ممثلا في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال مرحلة تطوير المشاريع موضوع "الميثاق الثاني" مع هيئة تحدي الألفية، وذلك من خلال تبني مقاربة تشاركية متفردة سمحت بانخراط قوي للقطاع الخاص وبلورة جماعية لمختلف المشاريع.

وذكر السيد لخضر أيضًا بأن هذه المقاربة التشاركية قد تم تكريسها لاحقًا خلال مرحلة تنفيذ وتتبع مختلف مشاريع "الميثاق الثاني"، وخاصة من خلال تواجد الاتحاد العام لمقاولات المغرب في جهاز حكامة الوكالة المتمثل في مجلس التوجيه الاستراتيجي، واللجان التقنية، ولجان القيادة. كما أبرز انخراط القطاع الخاص في النماذج المعتمدة في "الميثاق الثاني" والتي تولي اهتماما خاصا للشراكات بين القطاعين العام والخاص من خلال تشجيع نماذج نشيطة وتنافسية تشرك القطاع الخاص وتستجيب لحاجيات القطاع المنتج، على غرار صندوق "شراكة" للتكوين المهني.

وقد شكل هذا اللقاء فرصة أيضًا لعرض الفرص التي يوفرها "الميثاق الثاني" للقطاع الخاص، سواء من حيث المساهمة في الأوراش الوطنية مثل التكوين المهني وتطوير المناطق الصناعية المستدامة أو من حيث المشاركة في تنفيذ هذه الأوراش في إطار طلبات العروض التي تطلقها وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.

حضر هذا اللقاء مختلف الفيدراليات واللجان التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، وممثلو القطاعات الوزارية المعنية بمشاريع "الميثاق الثاني"، وكذا مسؤولو وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.