06/12/2017

السيد سعد الدين العثماني يترأس الدورة الثالثة لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب


 

 

 

 

ترأس رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يوم الأربعاء 6 دجنبر 2017 بالرباط، الدورة الثالثة لمجلس التوجيه الإستراتيجي لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب. وفي كلمة ألقاها في بداية هذا الإجتماع، أشار رئيس الحكومة إلى أن إنعقاد هذا المجلس يشكل مناسبة للوقوف على ما تحقق لحد الآن برسم تنفيذ برنامج "الميثاق الثاني" للتعاون الموقع بين الحكومة المغربية وهيئة تحدي الألفية الأمريكية، وإستشراف المراحل القادمة لإنجاز هذا البرنامج الهام، والتأكيد على الإلتزام الجماعي للأطراف المعنية بتوفير الشروط المناسبة لإنجاحه وبلوغ أهدافه.


وبهذه المناسبة، وجه رئيس الحكومة الشكر لهيئة تحدي الألفية وللحكومة الأمريكية لما تقدمانه من دعم نوعي للمغرب. كما إغتنم مناسبة إنعقاد هذه الدورة لتجديد التنويه بالمستوى المتميز لعلاقات التعاون والشراكة القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.


وبعد تذكيره بأن هذا المجلس ينعقد بعد ستة أشهر على دخول الميثاق الثاني حيز التنفيذ وتأكيده على أن غنى جدول أعماله مدعاة للتفاؤل بشأن وتيرة إنجاز هذا البرنامج، عبر رئيس الحكومة عن إرتياحه للتعبئة المستمرة التي أبانت عنها الأطراف المعنية، من قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية وقطاع خاص وهيئات المجتمع المدني، وإنخراطها في المقاربة التشاركية النموذجية المعتمدة في مجال تدبير المشاريع والأنشطة المبرمجة، وهو ما مكن من إرساء الأسس القانونية والمؤسساتية للميثاق الثاني ووضع آلياته التنفيذية والمالية ومباشرة مشاريعه وأنشطته.


وتطرق رئيس الحكومة لشق تعزيز الحكامة المؤسساتية للبرنامج، حيث أشار  إلى أن المجلس سيناقش ويصادق على مشروعي الإتفاقيتين المتعلقتين بهيئتي تنفيذ نشاط "العقار الصناعي" ونشاط "التشغيل"، والتين ستبرمهما وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب على التوالي مع وزارة الصناعة والإستثمار والتجارة والإقتصاد الرقمي، ومع وزارة الشغل والإدماج المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.


كما سجل رئيس الحكومة أن الأعمال التحضيرية والدراسات الأولية مكنت من إحراز تقدم مهم فيما يخص إنجاز المشاريع المبرمجة، حيث نوه بالتقدم الحاصل على مستوى بلورة النموذج المندمج لتحسين مؤسسات التعليم الثانوي، وتعزيز تقييم التعلمات ونظام المعلومات "مسار" بشراكة مع الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وقطاع التربية الوطنية.  


وعلى صعيد آخر، أشاد رئيس الحكومة بالنجاح الذي لقيه طلب المشاريع للاستفادة من الدعم المالي المقدم لمراكز التكوين المهني في إطار صندوق "شراكة"، الذي تم إطلاقه خلال الفترة الممتدة من 30 ماي إلى 31 أكتوبر 2017 والذي رصد له مبلغ 100 مليون دولار، حيث تم استقبال 100 مشروعا، قدمت من طرف مجموعة من الشركاء العموميين والخواص وشملت عدة مجالات ومختلف جهات المملكة. وأوضح السيد لرئيس في هذا الصدد أن تقييم المشاريع المقترحة من المرتقب أن يفضي إلى اختيار ما يناهز 20 مشروعا لإحداث أو توسعة أو إعادة هيكلة مراكز للتكوين المهني بشراكة بين القطاعين العام والخاص، سيتم التعاقد مع حامليها في غضون شهر شتنبر 2018.


كما، ذكر رئيس الحكومة بتأكيد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في رسالته السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية التي عقدت يومي 8 و9 دجنبر 2015، على ضرورة "تضافر الجهود من أجل إنجاح عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري لفائدة ذوي الحقوق، مع مجانية هذا التمليك".


وفي هذا الإطار، نوه رئيس الحكومة بالمساهمة الفعالة للقطاعات والمؤسسات المعنية بمشروع تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري، وعلى الخصوص وزارة الداخلية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية والمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي للغرب، في بلورة مسطرة جديدة ناجعة من حيث الكلفة وآجال التنفيذ لتمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري.
وبهذه المناسبة، دعا رئيس الحكومة كافة الأطراف إلى مضاعفة جهودها لإستكمال بلورة مسطرة التمليك الجديدة قصد تطبيقها في مرحلة تجريبية على مستوى 46.000 هكتار بمنطقة الغرب، على أن تعمم هذه المسطرة فيما بعد، بناء على نتائج تقييم هذه التجربة، على جملة الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري.


وبخصوص مشروع "العقار الصناعي"، أشاد رئيس الحكومة بالمجهودات المبذولة من قبل كل من وزارة الإقتصاد والمالية، والوزارة المكلفة بالصناعة، والوزارة المكلفة بإعداد التراب الوطني والتعمير، ومجموعة العمران، والسلطات المحلية لجهة الدار البيضاء-سطات، من أجل التوافق حول شروط تعبئة أوعية عقارية بمساحة إجمالية تناهز 140 هكتار على مستوى جماعات بوزنيقة وحد السوالم وساحل لخيايطة، المرتقب أن تحتضن المناطق الصناعية النموذجية الثلاثة التي سيتم تأهيلها أو توسعتها أو إحداثها، موضحا أن أهمية هذه التجربة تكمن في المقاربة المندمجة المعتمدة في مجال برمجة وتطوير وتأهيل وتدبير فضاءات الإستقبال الصناعي، والقائمة على تلبية حاجيات السوق وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.


وأبرز رئيس الحكومة أن أهمية الميثاق الثاني لا  تكمن فحسب في المبلغ المهم المرصود لهذا البرنامج وطبيعة المشاريع المهيكلة التي يتضمنها، بل تتجلى بشكل أكبر في المقاربات المعتمدة والحكامة النوعية التي يتميز بها. وفي هذا الإطار، أوضح رئيس الحكومة أن مخطط التتبع والتقييم، الذي سيعرض للمصادقة، أداة فعالة لتقييم المردودية الإقتصادية لهذه المشاريع، وضمان تتبعها المحكم وتقويمها المنتظم والمستقل وتقييم آثارها على المدى الطويل.


وفي نفس السياق، ذكر رئيس الحكومة بقرار المجلس القاضي بإحداث لجنة تتبع إنجاز مشاريع وأنشطة البرنامج، مجددا التأكيد على حرصه شخصيا على إنتظام إجتماعات هذه اللجنة ومتابعة أشغالها لضمان التنسيق المحكم بين كافة الأطراف المعنية وتذليل أية صعوبات محتملة قد تعترض تنفيذ البرنامج.
إلى ذلك، نوه رئيس الحكومة بالتعبئة المستمرة والعمل الدؤوب لمختلف الأطراف المعنية بإعداد وتنفيذ وتتبع وتقييم الميثاق الثاني، ولاسيما السادة الوزراء، ومسؤولو وخبراء وأطر كل من الوكالة وهيئة تحدي الألفية، ومديرو وأطر القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية المعنية، وكذا هيئات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.


وفي الختام، حث رئيس الحكومة كافة أعضاء المجلس ومختلف الأطراف المعنية على أن تواصل دعمها لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب لتمكينها من إنجاز مشاريع وأنشطة الميثاق الثاني على الوجه الأمثل، بما يضمن إستدامة هذه المشاريع والأنشطة وآثارها الإيجابية على الفئات المستهدفة خصوصا، والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وبعد الكلمة الافتتاحية لرئيس الحكومة، تابع أعضاء المجلس كلمة المدير المقيم لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، تلاها عرض للمدير العام لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، أطلع من خلاله أعضاء المجلس على تقدم تنفيذ البرنامج موضوع الميثاق منذ إجتماع الدورة الثانية للمجلس، كما قدم لهم مشاريع الاتفاقيات والمخططات والتعديلات، وكذا العقود، المعروضة على مصادقة المجلس.


وفي ختام هذه الدورة الثالثة لمجلس التوجيه الإستراتيجي للوكالة، تمت المصادقة على مشروعي الإتفاقيتين المتعلقتين بهيئتي تنفيذ نشاطي "العقار الصناعي" و"التشغيل"، كما اتخذ المجلس مجموعة من القرارات، تهم خاصة المصادقة على مخطط التتبع والتقييم ومخطط التدقيق، وثلاثة اتفاقيات تم إبرامها بين الوكالة وأربع جمعيات في إطار صندوق الشراكة للتعليم من أجل قابلية التشغيل، وجملة من العقود والملحقات التعديلية المبرمة في إطار البرنامج موضوع الميثاق الثاني.


حضر هذا الإجتماع على الخصوص وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، وممثلو القطاعات الوزارية الأخرى الأعضاء في المجلس، وممثل الإتحاد العام لمقاولات المغرب، وممثل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ومدراء مجموعة من المؤسسات العمومية المعنية، ورئيسي الجمعيتين الممثلتين على التوالي للجمعيات النشيطة في مجال التربية وللمنظمات النسائية العاملة في القطاعات التي لها علاقة بالميثاق الثاني.

إضافة تعليق جديد